Monday, August 17, 2009

زبقين... واجمل انتصارات المقاومة


لعل المفاجاة الاكبر في حرب تموز لم تكن ضرب البارجة ساعر على رغم اهميتها في السياق الميداني للحدث ولا معادلة ما بعد بعد حيفا او معادلة تل ابيب مقابل بيروت او غيرها من المفاجآت الاخرى بل ان أعظم المفاجآت صبر شعب الجنوب اللبناني ووقوفه الى جانب المقاومة مع ما لحق به من دمار وخراب لممتلكاته واحيانا خسائر في الارواح

شاهدت بالامس برنامجا على قناة المنار عن بعض اولئك الناس كيف رجعوا بعد الحرب في 14 آب ينفضون الركام وينصبون الخيام ويشكرون الله على ما اصابهم ،مثال ذلك الحاجة ام حسن بزيع وهي من قرية زبقين في جنوب لبنان وهي عجوز ناهزت الخامسة والسبعين من عمرها تجلس عند عتبة دارها ساكنة وادعة وهي التي شهدت على أولى ايام الحرب واول المجازر الاسرائيلية حيث استشهد 12 مدنيا في لحظة واحدة...
ام حسن لا تمل من استقبال الضيوف وكعادة اهل الجنوب تستقبل ضيوفها بابيات من العتابا وتسترسل بالكلام ومع كل حكاية تسردها يتردد على مسامعك صوت السيد حسن نصر الله في مهرجان 22 أيلول 2006 عندما وصف جمهور المقاومة باشرف الناس...لا عجب الان قد فهمت ذلك
وام حسن نموذج من العائلات المقاومة المنغرسة في الارض كالسنديان زوجها رضا بزيع المؤذن في القرية أصيب في حرب تموز جراء احدى القذائف بشلل في اوتاره الصوتية لا يقوى الان على الكلام تجده صامتا اغلب الوقت حتى اذا سمع الأذان وضع يده خلف اذنيه وراح يكبر ويردد مع المؤذن وتهرب من عينيه دمعة لتسقط على الارض
تتحدث الحاجة ام حسن عن ايام تموز وكيف كانت تقرأ الادعية وكيف ختمت القرآن اكثر من 12 مرة في 33 يوما وهي تقرا القرآن على نية النصر وحفظ الشباب_ و الشباب بلغة اهل الجنوب يعني المقامون كغيرها من أهل المقاومة الذين لجأوا الى الله في تلك الايام
كانت الحاجة هي وبناتها تعد الطعام وبعض السندويشات ابان حرب تموز 2006 للمقاومين تعلقها على احدى الشجيرات في سلة لا تعلم من ياخذها ومتى الا انها تقوم بالمثل كل يوم لكن مع اشتداد المعارك اضطرت الحاجة ام حسن للنزوح من بيتها الى صور وكانت تعلم في سريرتها ان ابناءها لن يبقوا على قيد الحياة وضعت هذا نصب اعينها وشكرت الله وتقول دائما لست افضل من سيدتي فاطمة الزهراء لست افضل من الحوراء زينب بنت علي عليه السلام لكن بعد توقف الحرب صبيحة الرابع عشر من آب 2006 عادت ام حسن الى زبقين وقفت على ردم احد المباني رفعت علما ونصبته فوق الرماد وهي تقول فدى السيد حسن وراحت تبحث وجدت قرآنا حملته معها وصورة لسيد المقاومة حملتها مسحت عنها الغبار وضعتها على صدرها وقبلتها توقفت سيارة نزل منها احد الشبان واذا هو ولدها راحت تقبل وجنتيه وتلثم رأسه وهي تشكر الله
زبقين التي دمر ما يقارب 65% من بيوتها تقف اليوم شامخة الرأس وفيها الف الف حاجة كام حسن بزيع وهي على العهد دوما... صامدة على نهج الحسين وكربلاؤها بعض من جراحات نينوى وحكاية الصمود فيها اجمل انتصارات المقاومة

No comments:

Post a Comment